بحيرة بلا ماء
بحيرةٌ بلا مـــاء
قد بـَـانَ ضُبابَةُ جبل الدخان ، وقد حان للأسير أن ينفكَ قيدُه ، أليس هذا الأمر من العجائب ، أم انها قمة المصائب ، مـا أوشك الضياء أن ينجلي إلاّ ونياطيلُ الأباطيل تمتلئ ، هكذا الأقدار تُحاكي أسنّة الرّماح ، وتُجافي من الجنوب شوكَ المضاجع …
حيران اسمٌ للعلماء ، بطران اسمٌ للأغنياء ، وسِلْوان اسمٌ للمجهول ، بماذا أنعتُ هذا الزمان وصفاً ، ظلالٌ من النّور ، أم نور من الظلال …
قِفْ !!! يــا صاحب الحاوي ، يكفيكَ ما جنيتَ منذ سنين ، إننا نتكلمُ بصمت ، ونصرخُ في جوف الأرض ، ونتضرّعُ في الحين بعد الحين ، إن كان للجزء بقية…
مــاذا أقول … إلاّ أن أشكو إلى الله رافعاً : ” إنّ الله يُدافعُ عن الذين آمنوا “
من تقلّد زيّف ، بفكره اندرى ، وبأمر غيره انبرى ، فجعلوا للدّين قوسَ قزح ، أمطر أم شمس ، أظلٌ أم حر ، فوضعوا لنا نظامَ الأحزاب ، والقانون الوضعي ، وحقوق الانسان ، وحقوق الحيوان ، والمجتمع المدني وغير المدني ، والدكَتَرة ، والمخبرة ، وأصول المحبرة ، والكرسي …
وهكذا من كذلك ، ( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جميعا ) …
فكيف نعود إلى الاقتداء ، والنفوس عليلة ، وإلى الاكتفاء ، والأنفس مريرة ، فما بين العلة والمرارة جحيم الدنيا ، وما بين شفائها روضة العبادة ، ألاَ تقفون في جوف الليل ، فتتوبوا عمّا فعلتم ، وتُحاسبوا ما كدرتم ، أم ان الليل لشهوة النفس غاية ، ونهارها كليلها نهاية …
فيَـا خَمّال ، اجلس على قارعة الطريق مع الحَمّال ، إن استطعتَ عيْشَهُ فقد فُزت ، وإن لم ترضَ فقد حزتَ مرتبة الأباطرة بجدارة … بماذا أُسميك ، ويح أمك ، أبسُليم ، أم غُنيم ، أم التي في الصورة …
يــاحَيْرتي …… لمن أكتُب ، هل سيُقرأ ، أم تقولون إنه لمجنون ..
يــا صحوة النفس ، هلا تُدْركينا فتجعلي للنفوس وداً ، وللحب بُداً ، فنكتب كالأطفال أو كالشباب على جذوع الشجر كلمات الحب ..
والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المختار المصطفى الشفيع سيد البشر محمد بن عبد الله رسول الله وعلى آله الأطهار ، وأصحابه الأبرار ..
هكذا تعلّمْنا ، وهكذا نعيش ، وبهذا إن شاء الله نلقى الأجداد ، يوم تقوم الأرض والسموات …
◈◈◈◇◈◈◈
مقتطفات من مؤلفات و كتابات فضيلة السيد الشيخ محمد تحسين الحُسيني النقشبندي القادري رضي الله عنه وأرضاه
Kaynak: Nuraniyat
Teknik Destek: seodanisman
Edited by: Kadiri Nakşibendi Tarikatı
Views: 0