Erbil, Kurdistan
0751 175 8937

ثوب يحاك للحكم وقبر يضيق للسقم

Nureddin Ziyad Dalawi

ثوب يحاك للحكم وقبر يضيق للسقم


ثوبٌ يُحاكُ للحُكْم وقَبْرٌ يُضَيَّقُ للسُّقم

 

مَنْ ذَكَرَ عُيوبَ الأنَاسي وَهيَ فيه فَنِفاق ، والإسْهَابُ فيه شِقَاق ، فمِن العَدْل إلزامُ الأعْناق ، وكُن من الخُصُومة في انفكاك ، ومع الصُّلح في احتـكاك ، فالعداوةُ تشْغلُ القلبَ ، وتزيد الحَسَدَ ، وتَجْدحُ نارَ الأحْقاد ، مِنَ الآباء إلى الأحْفاد ، فاعْفُ لمن دُونَكَ ، ولا تَرْجُ اعْتذاراً ، تَنَل المَنازلَ اقْتداراً ، كمالُ الإيمان قول الحَق وإن ضَرّكَ ، وقتالُ الباطل وإن نَفَعكَ ، فلا يردكَ عذْل العاذل ، ولا لوم اللاّئم ، فتَمَسّك بالحبْل المَتين ، فإنّكَ مع النور المُبين ، فاحْفَظ لِسانكَ لا زَلل ، وأعمالكَ من الخَلَل ، والتزامَكَ من الحَلَل ، وقوّم النَّفسَ ، وإيّاك من المَلل ، ولا تجعل ناصِيتَكَ بيد غَيْركَ فتَفْقد ما كُنتَ ترجو وتربو ، فكُن من السّؤال لأمر الدُّنيا في ابْتعاد ، واقْفُ طريقَ الآخرةِ في اجتهاد ، فأمْرُ الدنيا ذلّة ، واجمع للآخرة لا في قلّة ، فاركب المَوْجَ ، وكُن في اللُّجَج ، واكْسر الصّخرَ ، وخُذ ما في المُجَج ، واجْمع المَوْرَ ، وابنِ الحُجَج ، فهذهِ خِصَالُ الباحثِ عن الحقيقة ، والآخذِ بالأُمور الدّقيقة ، ولا تُفرّق ولا تُحرّق ، فالفتنة قائمة ، وتحزُّب الطائفية كالجَحْمة بين بيادر القَش ، من ألبسَ ثوب المصالح الحِزبية لجسد الفقه ، فقد ضلّ وأضلّ ، فكانت خطاهُ خطيرة ، وأفْكارهُ عسيرة ، ومن تبعهُ أحوالهُ مَريرة ، فالفقهُ لطالبه كُحْلٌ للعين دائم ، والحِيادُ فيه جمعٌ للأمّة خَادم ، فَقَدُّ الدّين عالٍ مُسْتقيم ، وخَدُّهُ مورّدٌ مُسْتديم ، فمن رَكنَ لمصالح السلطان وسّعَ دارَهُ ، وضيّقَ قَبْرَهُ ، وكان تأويلهُ للنفوس شاقّة ، ولعُقول الأمة فاقة .

فحافظ أيّها المُفتي المجتهد صاحب العِمَامة والغَمَامَة على بَيْضة الدّين ، وحاذِر من الحكاية ، واجْمَع الأمةَ على كلمةٍ سواء ، فَرَحى الطّائفية طحنَت أسسَ أمّة بُنيت بدمٍ وعَرَقٍ ودَمْعٍ لحَامِلِ لِوَائِها سيدنا مُحمّد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .

فَمَن فَرّق فأُمُورهُ خَنيس ، ومَكْرهُ دنيس ، فحاملُ الحق من الأثْبَات يُكتَبُ اسْمهُ في رُقْعة التأريخ من الثقات ، ابتعد أيّها المُحبُ في زمن القابض على الجمْر عن المَهَالك ، وابحث في خير المَسَالك ، وإيّاكَ من اتباع المَمَالِك ، فأفكارُهُم سامّة ، ومُمَزّقة للعامّة ، وكُن كالزّهور في البِقَاع ، وكالعَطْر في الأصْقَاع ، واجْمَع الناسَ لطريق النبيّ للإتباع ، يكفينا تضارُباً وتصارُعاً في المنقول ، والحيرة والجدل تغمُرُنَا في المَعْقول ، فيا طالبَ الحق خُذ من سواد الليل مِداداً ، وامْلأ صَحيفةَ نَهَاركَ رشاداً ، فالإفراطُ في التََّحزُّب مَقْتٌ ، والتفريطُ في ترْك الإقتداء فَوْتٌ ، أرى أُناساً قد سَلَخوا الفِقْهَ مَسْكَهُ ، وأطْفئوا مِسْكَهُ ، وجعْلوهُ يَنْفحُ القيرَ ، وبه أبْطلوا التَّفكير ، هؤلاء يعملونَ للأسماء ، فلا أرضاً حَوَتهُم ولا سَمَاء (هم المُعتدون)

من حرّمَ الدّمَ وأطفأ الفِتنةَ فأولئكَ هم المُهْتدونَ ، كَفَاكُم صَوْتاً فقد فقدْنا غشاءَ الأُذن ، ابحثوا عن فقيرٍ تُطعمونَ ، ويتيمٍ تُؤونَ ، وأرْملةٍ تَصُونونَ ، وعجوزاً تُعينونَ ، وحائراً تُرشدونَ ، وسائراً تُهدونَ ، لا تكْنِزوا من دماءِ النّاس كي تَبْنوا صُروحاً فتأخذكُم المَسرّات ، وأنتم في جحيم الدُّنيا غَمَرات ، مَرْتعُ قليل ومربَعٌ وخيم ، فمن أخْذِ الحُقوقِ أدْخَلتُم أنفسكَم في العُقوقِ ، لانِمْتُم على جنبٍ إلاّ وشوْك القِتَاد تغُزُّكُم ، ونارُ الضمير تُحْرِقُكُم إن كانَ لَكُم ؟؟

ما أنتُم إلاّ صورة لمُسمّى اسمهُ الإنسان ، سَلامٌ على ناشر الإسلام والسلام والأمان ، وصلى الله على سيدنا رسول الله محمد وعلى آل بيته أئمة الهُدى ، وأصْحابه أهل التُّقى .

◈◈◈◇◈◈◈

مقتطفات من مؤلفات و كتابات فضيلة السيد الشيخ محمد تحسين الحُسيني النقشبندي القادري رضي الله عنه وأرضاه


Kaynak: Nuraniyat
Teknik Destek: seodanisman
Edited by: Kadiri Nakşibendi Tarikatı

Views: 0